لوكا بيدوني - Calciomercato : منذ قدوم ساري على دكة اليوفنتوس أصبح دفاع المنطقة، خصيصاً فيما يتعلق بالكرات الثابتة، محور للنقاش بين خبراء اللعبة والمتذوقين. ألم يكن بالإمكان أن يتكيف لاعبان من طراز كيلليني وبونوتشي مع هذا الوضع الدفاعي الجديد؟ وهل قبلوا به؟ لأن هذا أيضاً ما يعنيه الإنتقال من أليغري إلى ساري، أي ليس فقط ما يتعلق بالإستحواذ والضغط.
الإتجاه تغير حقاً فأصبح النظر نحو الكرة بدلاً من الخصم والتركيز على إحتلال مساحة معينة بغض النظر عن لاعبي الخصم. المباراة ضد نابولي وخصوصاً المباراة الأولى في دوري الأبطال على ملعب الميتروبوليتانو سلطت الضوء على هذا النقاش ولم يكن بالإمكان حدوث غير ذلك لأنه من أصل خمسة أهداف إستقبلها اليوفنتوس في المباريات الرسمية حتى الآن أربعة منها عن طريق كرات ثابتة.
هناك شيء ما لا يسير بشكل صحيح بإعتراف ساري نفسه : " علينا العمل لحل هذا الموضوع بسرعة لكن إن كنا كُسالى فسنكون كذلك سواءاً دافعنا بطريقة دفاع المنطقة أو بطريقة رجل لرجل". أيضاً ساري قال : " الدفاع بطريقة رجل لرجل خطير في ظل تواجد كل هذه الكاميرات ومع إستخدام أن تُخاطر بإمكانية إحتساب ركلة جزاء ضدك كل مرة".
هي حجة ذكية على ما يبدو لكنها في الواقع ليست ثابتة لأن ساري حتى قبل دخول الفار للملاعب كان يستخدم دفاع المنطقة متجاهلاً ما يعتبره شيء " مبتذل " أو معتاد ألا وهو الدفاع بواحد ضد واحد.
وهكذا لا يتبقى لنا إلا مواجهة الصراع الأبدي بين دفاع المنطقة والدفاع الفردي عن كُثب.
الساريسمو ( أسلوب ساري) في ركلات الزاوية - دفاع المنطقة : كان يكفي أن ننتبه لكل ركلة زاوية في مباراة أمسية الأربعاء بين اليوفي وأتليتيكو مع إمكانية الإعجاب بالأضداد، من جهة هناك التشوليسيمو أو الدفاع لرجل لرجل ومن جهة أخرى الساريسيمو أو الدفاع عن المنطقة. وهذا لم يكن إلا صراع بين فلسفات دفاعية مختلفة.
بطبيعة الحال لاتزال العيون تحتفظ بمشهد هدف التعادل 2-2 الذي سجله هيريرا في الدقيقة 90، لنشاهده بالتفصيل
هذه صورة لفريق يتبع طريقة دفاع المنطقة في ركلات الزاوية، الكثافة العددية للاعبي البيانكونيري تتمركز في المنطقة الصغيرة ( منطقة الحارس) وهذه الكثافة تتناسب مع المساحة المغطاة للمنطقة المعتبرة بديهياً بأنها الأكثر خطورة. هناك إحتلال للمنطقة وليست رقابة أو تغطية
ولهذا السبب كان لابد من ترتيب تموقع اللاعبين الأكثر إجادةً للقفز لدى ساري وبالتالي على خط واحد بإتجاه الكرة تجد كريستيانو وبونوتشي ودي ليخت وهذا الترتيب للثلاثي لا يختلف سواءاً كانت ركلة الزاوية من اليمين أو اليسار، ومن ثم بينتانكور ودانيلو على القائم الأول وساندرو على القائم الثاني في حين منتصف المنطقة يتقاسمه ماتويدي ورامزي بالإضافة إلى ديبالا المتواجد على نقطة الجزاء.
ماتويدي يتمركز في قلب القلعة كي نكون أكثر دقة. وتحديداً بينه وبين الويلزي وديبالا إنفتحت مساحة مشبوهة لحظة تنفيذ ركلة الزاوية وهي مساحة لا توجد عليها رقابة لأن كوستا وسافيتش سيسحقون حتى ماتويدي داخل منطقة الجزاء وفي الوقت ذاته كان هيريرا وخيمينز يستعدان للتوغل داخل المثلث المكون من ماتويدي ورامزي ويبالا دون أي مضايقة، مع الإشارة إلى أن الثلاثي البيانكونيري لا يعتبرون قافزين رئيسيين.
لحظة ضرب الكرة بالرأس من قبل هيريرا بونوتشي لم يغادر المنطقة الصغيرة على عكس دي ليخت رغم أنه كان أبعد من القائد عن مكان الكرة. هل كان يجب على بونوتشي أن يصعد لمواجهة ضاربي الكرة من لاعبي الخصم؟ في الشوط الأول فعل ذلك لكن كان هناك لاعبين قلة من أتليتيكو داخل منطقة الجزاء.
ربما بكل بساطة كان بالإمكان أن يكون تمركز رامزي وماتويدي أفضل بحيث يكونوا أقرب من بعضهما البعض وأكثر إنتباهاً كما يجب أن يكون، ديبالا أيضاً كان بالإمكان أن يشارك بشكل أكبر ويعيق على الأقل تقدم خيمينير وربما البعض هنا بخبث قد يقول أنه كان يجب أن يكون لاعب مثل ماندزوكيتش متواجد بدلاً من ديبالا أو على الأقل لاعب مفيد أكثر في هذه الوضعيات المضطربة.. مثل ما حدث ضد نابولي تقريباً.
العكس تماماً حدث مع لاعبي أتليتيكو فاالآليات المستخدمة من سيموني عند الدفاع عن ركلات الزاوية لا يُمكن أن تترجم إلا أنها دفاع رجل لرجل مع وضع أفضل قافز لديهم وهو خيمينيز مع رونالدو..
لكن الأهداف يُمكن أن تُستقبل حتى عند إعتماد الدفاع رجل لرجل إما بسبب الكسل أو فقدان التركيز أو لأي سبب آخر ( مثلاً لن تعرف كيف تصف تصرف بونوتشي السنة الماضية في نفس المرمى إن كنتم تتذكرون)
لنأخذ مثلاً هدف زاباتا في آخر مباراة جمعت بين أتالانتا واليوفنتوس، لاعبي البيانكونيري هنا كانوا يدافعون رجل لرجل مع تواجد كيلليني وماندزوكيتش لكن إيمري جان فقد زاباتا وسجل على بعد متر من المرمى دون أن يقفز حتى في حين لاعبي أتالانتا الآخرين أخذوا قلوب دفاع اليوفي إلى نزهة ( وهذا شيء لا مفر منه عندما تكون المراقبة فردية)
وهدف كهذا على الأرجح لن تستقبله منطقة ساري لأن المنطقة الصغيرة داخل منطقة الجزاء تخضع لحراسة مشددة. بإختصار كلها لها علاقة ببعض ولهذا ساري تحدث عن الإبتذال لو تحول الفريق للمراقبة الفردية. مع ذلك هناك نقاط ضعف حتى في دفاع المنطقة ويجب التطرق لها.
من منكم لاحظ هنا الحرية التي تمتع بها جواو فيليكس في الدقيقة 23؟ مشكلة التوجه نحو الكرة في ركلات الزاوية تكمن في ركض لاعبي الخصم لكن في الضربات الخفيفة أو التمريرات الرأسية العالية مثل ما حدث في هدف سافيتش.
ماذا كنا لنقول وماذا كنا سنكتب لو أن الكرة هنا بدلاً من خروجها أتت على قدم الشاب البرتغالي المتحرر جداً؟
في الأخير التسديدات التي تأتي من حدود منطقة الجزاء إما نتيجة لإرتداد الكرة أو خطط يستخدمها الخصم لكن ساري بوجود كثافة عددية وتموقع داخل المنطقة الصغيرة يترك مساحة شاغرة حول منطقة الجزاء وتشيلسي الموسم الماضي إستقبل بعض الأهداف بهذه الطريقة.
0 التعليقات
إرسال تعليق