الخميس، 3 أكتوبر 2019

ماركيزيو يُعلن إعتزاله كرة القدم : ما عشته كان حُلماً والآن جسدي لم يعد قادر على ما يريد فعله ذهني!





في مؤتمر صحفي إستثنائي عقده في الأليانز ستاديوم، أعلن كلاويدو ماركيزيو إعتزاله اللعب بعد مسيرة قضى فيها أكثر من 20 سنة مع اليوفنتوس تخللتها فترة إعارة لإيمبولي ومغامرة روسية في آخر الرحلة التي شهدت خوضه 389 مباراة و 37 هدف مع الفريق الأول من 2006 حتى 2018 وقللها 13 سنة مع براعم اليوفي أي منذ عام 1993 :


ماركيزيو يُعلن إعتزاله عبر مؤتمر صحفي عقده في الأليانز ستاديوم :

" لعلكم تصورتم السبب وراء دعوتي لكم بالحضور إلى هنا اليوم. لقد قررت الإعترال، كان قرار أتى بعد تفكير لكنه قرار صعب. إخترت مكان كهذا للإعلان عنه. أردت فعل ذلك في
منزلي لذلك أشكر اليوفنتوس الذي منحني هذا المكان المميز.
لقد قضيت ليلة غاب فيها النوم عني وإخترت كلمة " حلم"
لوصف مغامرتي هذه. حلم الطفل، حلم الصبي الذي يُدرك بأنه يمتلك موهبة برفقة زملائه الذين أيضاً هم يمتلكون الموهبة لكن ليس الكل قادر على تتويج هذا الحلم. الأمر يحتاج إلى التفاني والعمل والحظ أيضاً، وأنا كنت محظوظ كثيراً في أني وجدت نفسي في المكان المناسب واللحظة المناسبة لأركب ذلك القطار الذي يمر مرة واحدة فقط، كنت محظوظ بإمتلاك أشخاص لطالما رافقوني ومنحوني مشاعر ولحظات لا تُنسى داخل الملعب وخارجه.

لقد كان حلم عشته بكل جوارحي وقدمت أقصى مالدي في كل تدريب وكل مباراة وكل نادٍ لعبت معه، في اليوفي وإمبولي ومن ثم زينيت. هذا الصيف كان فترة صعبة ومعُقدة جداً بالنسبة لي لأنني كنت في مرحلة تأهيل علاجي وفي داخلي إنبثق شيء ما، كنت أحاول إستعادة عافيتي والعودة إلى الملعب لكنني أدركت أن ذهني أراد فعل شيء ما وجسدي لم يعد قادر على فعل ما أردته. في هذه اللحظة بدأت الأسئلة تراودني فأنت ترغب في إعطاء كل مالديك وأن تكون الشخص الذي لطالما كنت عليه لكن في نفس الوقت عليك أن تتعقل وإن لم تكن قادراً على إعطاء ما كنت تعطيه دائماً فمن الصائب أن تصل لهذا القرار.

العُمر ليس مهماً، المهم حقاً هو ما تشعر به في داخلك. في الأشهر الأخيرة وصلتني عروض مهمة من قارات وبلدان مختلفة لكنني كنت أعلم داخلي أنه لم يعد بإمكاني إحترام ما هو كلاوديو أو بالأحرى ذلك الذي أراد أن يعطي كل ما يملكه. من هناك وصلت لهذا القرار. تواجدي هنا مرة أخرى اليوم يُشعرني بعواطف كبيرة لأنه داخل حلمي عشت الكثير من اللحظات المكتوبة، بالقرب من هنا، في المتحف. هناك لاتزال موجودة ميداليتي الأولى ولقب السكوديتو الأول.

لقد فزت بالكثير مع زملائي وهذه المشاعر ستبقى محفوظة في داخلي على الدوام. أريد أن أتوجه بالشكر للجميع، لعائلتي في المقام الأول، عائلتي التي لطالما كانت قريبة مني ولزوجتي وأطفالي الذين كانوا دائماً بالقرب مني. أنا فتى ترعرع في مدينة تورينو، فتى كان يرى العالم كُله في تورينو وكان يحلم بالفريق الذي يحبه قلبه ولقد حققت هذا الحلم بفضل عائلتي.

أشعر بتأثر كبير، يجب أن أعترف بذلك، لكن الآن كل شيء سيتغير. لقد إنتهى جزء من حياتي وستبدأ رحلة جديدة. عائلتي لطالما علّمتني أنه لا يجب أن نخاف من المستقبل بل يجب أن ننظر إليه بفضول. لا أعلم ماذا سأفعل، ففي السنوات الأخيرة أصبحت لدي نشاطات خارج النطاق الكروي لكنني لا أستبعد أي شيء. لا أعرف إن كنت سأدرب أو سأفعل شيء آخر. لقد حانت لحظة الإبتعاد قليلاً وتخصيص قليل من الوقت لعائلتي. وأتوجه بالشكر للجميع، لكم أنتم على حضوركم وإستماعكم لي هنا ولكل أولئك الأشخاص الذين أهدوني الكثير ".



من بعد هذه الكلمة الإفتتاحية بدأت أسئلة الصحافيين المتواجدين في المؤتمر :

هل شعورك فقط هو من أثر في هذا القرار أم حقيقة عدم قبول بعض العروض؟
" كما قلت من قبل لم يسبق  قط أن وضعت العروض القادمة من إيطاليا في إعتباري ولهذا قررت الذهاب إلى زينيت. هذه السنة إضطررت لفسخ عقدي مع زينيت لمسألة تتعلق بالإحترام إذ أنني كنت أعرف بأنني سأغيب عن جزء كبير من الموسم ولذا بدى لي أنه من المناسب تجاههم إتخاذ هذا القرار. كما أسلفت، رغبتك في الإستمرار دائماً موجودة لكن عليك أن تنظر لنفسك وتفهم إن كنت قادراً على البقاء في تلك المستويات وإن كان بعد كل مباراة تعرف أن قدمت كل مالديك لكنك لم تنجح في فعل بعض الأمور التي أرادها ذهنك فحينها ستفهم ".

هل لديك ندم كبير؟

" الحسرة بكل تأكيد هي عدم الفوز بدوري الأبطال وبكأس أمم أوروبا مع إيطاليا. تلك كانت اللحظتين التي لم أتمكن فيها من وضع تلك الألقاب في الخزانة بحسرة كبيرة ".

متى أدركت أن حلمك بات حقيقة؟

" كنت الوحيد السعيد في سنة الSerie B لأنني قد ركبت القطار.. إرتديت قميص اليوفي وتوجت حلمي وكان يجب علي تحقيق أقصى إستفادة من حلمي ".

ماهو أكثر هدف تتذكره؟

" هدفين، الأول ضد الإنتر ليس في هذا الملعب بل في الملعب الآخر فعلاوة على أنه هدف رائع كان هدف مهم. كنت قادم من إصابة صغيرة وكنت أتطلع للمنتخب الأول قبل الأمم الأوروبية. ومن ثم هدفي الأول هنا مع اليوفي حيث ولدت تلك الحقبة الإنتصارية".

هل من بين الأشياء التي تتحسر عليها عدم الحصول على لحظة توديع مثل بوفون وديل بييرو؟

" توقيت رحيلي كان مختلف، لم يكن في نهاية الموسم ومن ثم لقد حظيت بلحظتي وأنا سعيد بترك تلك الذكرى عند المشجعين وتلك اللحظة لن أنساها. كنت ألعب مع زينيت لكن العودة إلى هنا كانت بمثابة عودة للمنزل. لطالما كانت تربطني علاقة كبيرة مع المشجعين ولقد أثبتوا لي هذا في ذلك اليوم ".

هل هناك مباراة تريد أن تلعبها من جديد؟ وأين ترى نفسك في المستقبل؟
" أريد أن ألعب نهائي برلين مرة أخرى، لو كانت لدي فرصة لألعبه مجدداً، حتى لو لشوط واحد فإن  ذلك لن يؤسفني. بالنسبة للمستقبل لا أستبعد أي شيء، يجب أن أرى ماذا يمكن أن تقدم لي كرة القدم وماذا يمكن أن أمنحها انا. أنا بحاجة لوقت كي أقرر لأنها قرارات تتخذ في اللحظات المناسبة ".

كنت من أوائل من إستخدم مواقع التواصل بطريقة مفيدة إجتماعياً؟

" أعتقد أن الشيء الأهم هي المسؤولية التي يتحملها الشباب خصوصاً بفضل الأخبار المتاحة بشكل يومي على مواقع التواصل ومدى أهمية اللاعبين بالنسبة للصغار. ليس فقط من ناحية أن تكون مثال إيجابي لأننا نحن من الناس علاوة على كوننا لاعبين ومن ثم كل واحد منا لديه شخصية مختلفة. وأنا شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت أدركت مدى الحاجة لجعل صوتي مسموعاً في أمور خارج النطاق الكروي ولم تواجهني مشكلة أبداً في أخذ موقف الدفاع عن الفقراء أو في أي موضوع آخر دون أي خوف على الإطلاق لأن الإنتقادات موجودة دائما فنحن تعايشنا مع تقييمات ما بعد المباريات لمباراة لم تسير بشكل جيد ولذلك لا يجب أن يكون هناك خوف وفي إعتقادي أن اللاعبين لابد أن يتحلوا بشجاعة أكبر ".

وريثك؟

" من الصعب قول ذلك، لكن أعتقد ان الكرة الإيطالية في طور التغير وهناك تزايد لفرص اللاعبين الشياب باللعب في أندية كبيرة ونحن نشاهد ذلك في الإنتر مع سينسي وباريلا الذين أصبحت لديهم فرصة اللعب في مستويات كبيرة. أعتقد أننا في السنوات الأخيرة قمنا بعمل كبير وأنا كإيطالي ومشجع إيطالي أتمنى أن نعود لمستوياتنا القديمة لكن من المهم التركيز على قطاع الشباب ". 

هل قلت شيء لأبناءك أو زوجتك؟

" أبنائى أرادوا أن يلعبوا معي وكانوا غاضبين من وجوب قدومي إلى هنا اليوم. هم صغار ومن الطبيعي أن يكون لهم طريقهم الخاص وأنا سعيد الآن بحصولي على وقت أكبر أكرسه لهم وأنا متأكد من خلال رؤيتي لوجوههم بأنهم سعداء بتواجد أبيهم في المنزل".

هل من الغريب رؤية إنتر - يوفي من الخارج؟

" لا، ليس غريب.. أنا أشعر بفضول كحال إيطاليا كلها ولا يتبقى إلا أن نشاهدها. بغض النظر عن كونتي، هناك فريق الآن يقوم بعمل جيد ويحقق نتائج ويجب على اليوفي مطاردته الآن. ستكون مباراة كبيرة وأنا سوف أتابعها عن بُعد كمشجع يوفنتينو".

هل كنت تتوقع بأن كونتي سيغير الإنتر بهذه السرعة؟

" بحسب رأيي يكفي أن ننظر لوجوه لاعبي الإنتر. هم نفسهم الموجودين السنة الماضية لكن أصبح لديهم روح مختلفة وهذا بالتأكيد بصمة مدرب ".

هل تنتظر سباق مفتوح بشكل أكبر على السكوديتو؟

" من الخارج أتمنى ذلك لكن من السابق لآوانه قول هذا الأمر.. ستكون مباراة متوهجة لكن يتبقى مباريات كثيرة أخرى ومن ثم من الواضح أن تحقيق الفوز في مباريات منتظرة كهذه يمنحك الوقود لبقية الموسم لذلك سيكون من المهم للفرق إظهار قيمتها في مباراة مثل هذه". 





0 التعليقات

إرسال تعليق