ما يدور بين مشجعي اليوفنتوس في الفترة الأخيرة أو بالأحرى منذ رحيل كونتي وقدوم أليغري وبعده ساري الآن هو شيء جديد ومستغرب في أوساط مشجعي البيانكونيري وربما هو أمر موجود من قبل لكن لعل الثورة التقنية ووسائل التواصل الإجتماعي ساهمت بإظهاره بشكل وصورة أكبر.
حديثي هنا عن التحزب، التعصب لطرف على حساب الآخر، التعنت برأي وفكرة فقط بحثاً عن إنتصار شخصي حتى ولو على حساب خسارة الفريق، كل هذا للأسف خلق أجواء سلبية يعترف بها كل متابع بيانكونيري.. قد يعرفني الكثير أنني أحب وأقدر أليغري أكثر من غيره لكن الشيء الذي لا يعرفه الكثير هو أنه لا أليغري ولا كونتي ولا ساري ولا أي أحد آخر يخطر على ذهنك يمكن أن أقف بجانبه ضد اليوفنتوس لأنه لا شيء يمكن أن يضاهي حب الكيان، لا شيء يمكن أن يدوم على مستوى الحب الكروي إلا اليوفنتوس.. فقط اليوفنتوس.
ديل بييرو بالنسبة لي كان ولايزال هو الرقم واحد وربما هو فقط نقطة ضعفي الوحيدة، معه عشت أجمل سنين العمر والكثير من الذكريات الخالدة من صرخته العالقة في الأذهان ضد أودينيزي مروراً بإعتلاءه عرش العالم في صيف 2006 الجميل الحزين ووصولاً إلى قبلة الوداع تحت سماء تورينو والختام الخالد ضد أتالانتا لكن أثبتت لي الأيام أن هناك حب أقوى من هذا الحُب الجارف للرمز البيانكونيري الثابت على الدوام وهو حب ذلك القميص الأبيض والأسود.. ذلك النادي التوريني الذي عشنا معه أصعب الأيام وأجملها لكننا لم نفكر في التخلي عنه يوماً.
مؤسف تماماً المشهد الذي نعيشه اليوم حيث تحول مجموعة لا بأس بها من مشجعين افراد أكثر من مشجعين للنادي، هناك من يشتم الكبير التشيكي بافيل نيدفيد فقط لأنه ساهم في رحيل أليغري وهناك من يتحرّى أدنى فرصة للتقليل من مدرب كتب تاريخاً لا يُمحى مع اليوفنتوس.
أليغري قصة جميلة لكنها أصبحت من الماضي وفي نفس الوقت ذكر محاسنه لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من ساري أو محاولة لإثارة الجدل كَما يفهمها البعض فمدرب نابولي السابق أصبح هو مدرب اليوفنتوس الآن والمشجع الطبيعي الذي يضع مصلحة ناديه فوق أي شيء آخر يتمنى كل التوفيق لساري ولو حدث ولعب ساري ضد فريق يدربه أليغري مستقبلاً سيكون من المؤسف حقاً أن نرى مشجعاً لليوفنتوس يساند أليغري ضد فريقه كما هو مؤسف تحري أي لحظة للتقليل من أليغري في أي وقت ومكان.
أنا لا أدعي المثالية هنا وأؤكد أنه لا حب يمكن أن يضاهي حب اليوفنتوس كروياً على الأقل بالنسبة لي ولكثير ممن يحبون هذا النادي الكبير لكن التحزب والتحسس أشياء مقيتة تماماً وتخلق أجواء غير صحية في أي مجال كان، أنا لا أقول من يكره أليغري ليس مشجعي حقيقي لليوفنتوس ولا أقول أن من يحب أليغري يكره اليوفنتوس، فأنا لست سوى مشجع بسيط لا يمكن أن أسمح لنفسي بإعتباري أفضل من الآخرين فمشاعر الحب والكره تحكمها ظروف وأسباب كثيرة تختلف من شخص دآخر لكن الغلو في الكُره والحب هو ما أقصده وهو ما يزيد من تعنت كل طرف وهو في الأساس ما دفعني لأعبر عن ما أشعر به من أسف للحال الذي وصل له شريحة لا بأس بها من مشجعي اليوفنتوس وكرة القدم بشكل عام من خلال هذه السطور البسيطة.
#ForzaJuve
في الصميم شكرا أخ نايف
ردحذفالله يبو علي دايم مبدع
ردحذفبصراحة موضوع جميل جدا و في الصميم لكن ظاهرة التحزب ظهرت أو لنقل تفشت بمجيء أليغري و بعد قدوم ماروتا بكذا عام ، ما يدور الآن في وسائل التواصل الاجتماعي من تمجيد لأليغري وتقزيم لليوفي لا يطاق صراحة و كأن اليوفي قبل أليغري كان نكرة .
ردحذفوكأن ماروتا كان يشتغل لوحده .
بالنسبة لي أليغري قصة و انتهت بحلوها ومرها و القادم أفضل بإذن الله .
أنا من الناس لي أشجع من يلبس القميص الأسود و الأبيض فقط ، إذا نزعته انتزعت عني صفة المشجع لك